أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

إليك كل أسرارالخميرة الطبيعية؛ فوائدها وطريقة تحضيرها

هل تبحث عن سرّ صحيّ مُخبّأ في مطبخك؟ "الخميرة الطبيعية"، ذلك المكوّن البسيط والغني بالفوائد، قد يكون هو ما تبحث عنه! ليست مجرّد مادة رافعة للعجين، بل كنز من العناصر الغذائية والفوائد الصحية التي تُعزّز حيويتك وتُقوّي جهازك المناعي. في هذا المقال، سنكتشف أسرارها وفوائدها المذهلة، وكيفية تحضيرها في منزلك بكل سهولة!

الخميرة الطبيعية
إليك كل أسرارالخميرة الطبيعية؛ فوائدها وطريقة تحضيرها

ما هي فوائد الخميرة الطبيعية؟

1. تقوية الجهاز المناعي:

أظهرت دراسة حديثة أُجريت في أكبر مركز لمعالجة السرطان بأستراليا أن للجهاز المناعي القدرة على وقف نمو الخلايا السرطانية، وقد تم إثبات أن الأطعمة المخمرة بالخميرة الطبيعية لها دور كبير في تعزيز هذه القدرة. لذا، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة بتضمين الخميرة الطبيعية في نظامهم الغذائي لتعزيز مقاومة أجسامهم للأمراض.

2. تحسين عمل الجهاز الهضمي:

تُعدّ الخميرة الطبيعية صديقة وفية للجهاز الهضمي. كيف؟ تحتوي الخميرة الطبيعية على كائنات حية دقيقة، أو بكتيريا، تقوم بتحويل النشويات والكربوهيدرات الموجودة في حبوب القمح إلى سكريات تتغذى عليها. هذه العملية تُسهّل هضم المخبوزات، حيث:

  • تحويل المخبوزات إلى مواد غذائية بسيطة: تُسهّل عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
  • تقليل الكربوهيدرات والنشويات: مما يُنتج مخبوزات ذات سعرات حرارية أقل.

3. التخلّص من حمض الفيتيك:

حمض الفيتيك هو مركب موجود في جميع الحبوب النباتية الكاملة، وله فوائد متعددة، إلّا أنه يُعيق امتصاص بعض المعادن مثل الزنك والحديد والكالسيوم. من هنا، تأتي أهمية الخميرة الطبيعية، إذ خلال عملية التخمّر الطويلة تتشكّل أحماض عضوية تُساهم في تكسير حمض الفيتيك، مما يسمح للجسم بالاستفادة الكاملة من المعادن.

4. غنية بالفيتامينات والمعادن:

الخميرة الطبيعية غنية بمجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن:

  • فيتامين ب: يُساعد في تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة ويساعد في التخلّص من السموم.
  • الحديد: يُساهم في رفع مُعدّل كريات الدم الحمراء، مما يُعزّز نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم.
  • الكالسيوم: مهم لمنع هشاشة العظام.
  • الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم: تلعب هذه المعادن دورًا أساسيًا في تنظيم ضغط الدم، وتحسين وظائف الكلى، والحفاظ على توازن الحمض في الجسم.
  • الزنك: يُعزّز صحة الجهاز المناعي، ويُساهم في نمو الخلايا وتحسين صحة البشرة والشعر.

5. التخلّص من الحساسية والالتهابات:

إلى جانب الفوائد المذكورة، تعمل الخميرة الطبيعية على تقليل الحساسية، خاصةً حساسية الجلد، وتُساهم في مكافحة الالتهابات.

ماذا تفعل الخميرة في جسم الإنسان؟

تُعدّ الخميرة من الأغذية التي تكتنز العديد من الفوائد الصحية لجسم الإنسان. إليك كيف يُمكن أن تُساهم في تعزيز صحتك ودعم وظائف الجسم المختلفة:

1. دعم صحة القلب:

الألياف الموجودة في الخميرة، وبالأخص بيتا جلوكان، يُمكن أن تُساهم في خفض مستويات الكوليسترول في الدم. كما تُعتبر الخميرة الغذائية منخفضة المؤشر الجلايسيمي وتحتوي على معدن الكروم، الذي يُساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم. الحفاظ على هذه المستويات الصحية من السكر والكوليسترول يقلّل من مخاطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب.

2. تعزيز جهاز المناعة:

البيتا جلوكان الموجودة في الخميرة يُعتقد أنها تُقوّي جهاز المناعة. وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تناولوا الخميرة كانوا أقل عرضة للإصابة بنزلات البرد بنسبة 25٪ مقارنة بمن لم يتناولوها. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الخميرة على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة، التي قد تُساهم في مكافحة السرطان وتحسين استجابات الجهاز المناعي.

3. تحسين التعافي البدني:

الخميرة الغذائية قد تُساعد في تحسين عملية التعافي بعد ممارسة الرياضة. بعض الدراسات أظهرت أن الرياضيين الذين تناولوا منتجات الخميرة التي تحتوي على بيتا جلوكان عانوا من إرهاق أقل بعد التمرين وتحسّن في الحالة المزاجية. يُعتقد أن الخميرة تُساعد في استعادة خلايا الدم البيضاء التي تُفقد أثناء التمرين، مما يُعزّز من تعافي العضلات وتقوية جهاز المناعة وتقليل الالتهابات.

4. مكافحة التعب:

فيتامين ب12 الموجود في الخميرة يُعدّ من العناصر الأساسية التي تُساهم في تجنّب الشعور بالتعب. بينما لا يوجد دليل قاطع على أن فيتامين ب12 يُعزّز الطاقة لدى الأشخاص الذين يحصلون على ما يكفي منه، إلّا أن نقصه يُمكن أن يؤدي إلى شعور مُزمن بالتعب. الخميرة الغذائية تحتوي على كميات كافية من فيتامين ب12، مما يضمن لك تلبية احتياجاتك اليومية من هذا الفيتامين. كما تُساعد فيتامينات ب الأخرى الموجودة في الخميرة على تحويل الطعام إلى طاقة، مما يُسهم في الحفاظ على عملية التمثيل الغذائي الصحية ومستويات الطاقة المستقرة.

5. تعزيز التعافي وبناء العضلات:

الخميرة الغذائية غنية بالزنك، وهو معدن يلعب دورًا حيويًا في إصلاح العضلات وتجديدها. هذا يجعله عنصرًا هامًا للرياضيين والأشخاص الذين يركّزون على بناء القوة العضلية والتعافي السريع بعد التمرينات الشاقة.

كيف نحصل على الخميرة البلدية؟

الخميرة الطبيعية، أو كما تُعرف بالخميرة البلدية، هي عبارة عن بيئة غنية بالكائنات الحية الدقيقة، وخاصةً البكتيريا النافعة. تُنشأ هذه البيئة عن طريق خلط الدقيق مع الماء وترك الخليط في درجة حرارة معتدلة لفترة زمنية محددة. خلال هذه الفترة، تبدأ البكتيريا النافعة بالنمو والتكاثر، مما يحوّل الخليط إلى خميرة طبيعية.

لضمان استمرار نمو هذه البكتيريا وتكاثرها، يجب تغذيتها بشكل دوري. غذاؤها الأساسي يتكون من الدقيق والماء. عند تحضير عجينة باستخدام الخميرة البلدية، تقوم البكتيريا المتواجدة فيها بتكسير النشويات والكربوهيدرات الموجودة في حبوب القمح وتحويلها إلى سكريات تتغذى عليها. خلال هذه العملية، تُنتج البكتيريا غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يؤدي إلى انتفاخ العجين وارتفاعه. تُعرف هذه العملية بالتخمّر الطبيعي، وهي السر وراء القوام الهشّ والرائحة الشهية للخبز المصنوع من الخميرة البلدية.

كيف تُحضّر الخميرة الطبيعية في المنزل؟

هل سبق لك أن فكّرت في صنع الخميرة الطبيعية بنفسك في البيت؟ العملية ليست صعبة، لكنها تتطلب صبرًا واهتمامًا بالتفاصيل للحصول على نتائج رائعة في المخبوزات.

الخميرة الطبيعية
كيف تحضر الخميرة الطبيعية في المنزل؟

الخطوة الأولى: البداية مع العجينة الأساسية

للبدء، ستحتاج إلى إناء خلط. ضَع فيه 150 غرامًا من دقيق القمح الكامل، وأضِف 100 ملليلتر من الماء الدافئ. امزج الخليط جيدًا حتى تحصل على عجينة ناعمة وملتصقة بعض الشيء. بعد ذلك، ضع العجينة في قارورة من الزجاج أو الفخّار، وأضف 3 حبات من التمر المُنزوع النواة. سيساعد هذا التمر على تنشيط الخميرة. اترك القارورة في مكان دافئ ومُظلم لمدة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة. ستلاحظ أن العجينة بدأت تتفاعل ببطء، وهذا هو أول مؤشر على بداية تكوين الخميرة.

الخطوة الثانية: تغذية الخميرة وتنشيطها

بعد مرور الوقت المطلوب، حان الوقت لتغذية الخميرة. أضف 160 غرامًا من دقيق القمح الكامل و100 ملليلتر من الماء إلى الخليط السابق. اخلط جيدًا ثم أغلق القارورة. أعدّها إلى مكان دافئ ومُظلم لمدة 24 ساعة إضافية. في هذه المرحلة، ستلاحظ تشكّل فقاعات صغيرة في الخليط، وهذا يعني أن الخميرة بدأت في التفاعل بنشاط. الفقاعات هي دليل على وجود الحياة في هذه العجينة الصغيرة!

المرحلة الثالثة: التكرار للوصول إلى الكمال

للحصول على خميرة طبيعية قوية ونشيطة، يجب تكرار عملية التغذية هذه لمدة سبعة أيام على الأقل. في كل مرة، أضف الدقيق والماء بنفس النسب السابقة واترك الخليط في مكانه الدافئ. بعد انتهاء هذه الفترة، ستجد أنك حصلت على خميرة طبيعية جاهزة للاستخدام في جميع أنواع المخبوزات.

إذا كانت كمية الخميرة التي حصلت عليها كبيرة، يُمكنك تقسيمها إلى عدة أجزاء وحفظها في قوارير مختلفة. بهذه الطريقة، ستظلّ الخميرة لديك نشيطة وجاهزة للاستخدام في أي وقت.

أهمّ الأسرار لنجاح الخميرة الطبيعية

1. اختيار الأواني المناسبة:

أول خطوة نحو نجاح الخميرة الطبيعية هي اختيار الأواني المناسبة. يُفضّل استخدام الأواني المصنوعة من الزجاج أو الفخّار أو الخشب. لماذا؟ لأن هذه المواد تسمح بتفاعل الخميرة بشكل أفضل ولا تتفاعل مع الخليط، مما يحافظ على نقاء عملية التخمّر.

2. نوع الماء المُستخدم:

الماء يلعب دورًا حاسمًا في عملية تحضير الخميرة. يجب أن يكون الماء إما معدنيًا، مفلترًا، أو ماء الصنبور الذي تمّ غليه جيدًا ثم تركه ليبرد في آنية من الطين لمدة ليلة كاملة. لماذا؟ لأن هذه الطريقة تزيل الكلور والمواد الكيميائية التي قد تؤثّر على نمو البكتيريا النافعة في الخميرة. كما يُفضّل أن يكون الماء فاترًا، حيث يُساعد ذلك في تعزيز نشاط الخميرة.

3. تحسين عملية التخمّر:

لتسريع عملية التخمّر، يُمكنك إضافة القليل من العسل أو بضع حبات من التمر إلى الخليط بين الحين والآخر. هذه الإضافات تُوفّر مواد غذائية إضافية تُساعد في تنشيط البكتيريا وتعزيز عملية التخمّر.

4. العناية بالخميرة وتخزينها:

من المهمّ تغيير الأواني التي تحفظ فيها الخميرة من حين لآخر، والتأكّد من تعقيمها جيدًا بالماء الساخن ثمّ تجفيفها قبل استخدامها. لماذا؟ لأن التعقيم يمنع تلوّث الخميرة ويضمن استمرارية فعاليتها. إذا لاحظت عزل الماء أثناء التخزين، فلا داعي للقلق؛ فهذا نتيجة لإضافة الماء بكميات كبيرة أثناء التجديد.

5. تجديد الخميرة:

قبل استخدام الخميرة بـ 3 ساعات، تأكّد من تجديدها بإضافة كمية من الدقيق والماء. هذا يُساعد في تنشيط الخميرة وجعلها جاهزة للاستخدام بشكل أفضل. وعند عجن الخبز، حاول أن يكون مقدار الدقيق مساويًا لمقدار الخميرة لتفادي التخمّر الطويل الذي قد يؤدي إلى حموضة مُركّزة.

6. التغذية اليومية:

تغذية الخميرة يوميًا بالدقيق والماء، حتى بكميات صغيرة، ضرورية للحفاظ على نشاطها. هذه العادة تضمن أن تظلّ الخميرة نشيطة وجاهزة للاستخدام في أي وقت.

طريقة الاحتفاظ بالخميرة الطبيعية

يعتمد الاحتفاظ بالخميرة الطبيعية على المدة التي ستفصل بين استخدام وآخر، وفي كلتا الحالتين، يتمّ حفظها في الثلاجة. إليك كيفية التعامل مع الخميرة الطبيعية بناءً على مدّة الاحتفاظ بها.

1. الاحتفاظ لمدة أقل من أسبوع:

إذا كنت تنوي استخدام الخميرة الطبيعية خلال أقل من أسبوع، فإن عملية تجديدها تكون بسيطة. أولاً، تأكّد من أن قوام الخميرة يكون متماسكًا بعض الشيء. عندما تحتاج لاستخدامها، قم بإخراجها من الثلاجة وأضف إليها كمية مناسبة من الدقيق والماء الدافئ. اترك الخليط لمدة 8 ساعات على الأقل ليتسنّى للخميرة استعادة نشاطها. بعد هذه الفترة، ستكون الخميرة جاهزة للعجن.

2. الاحتفاظ لمدة أكثر من أسبوع:

أما إذا كنت ترغب في الاحتفاظ بالخميرة لأكثر من أسبوع، فإن العملية تتطلب بعض التحضيرات الإضافية. في هذه الحالة، يجب أن يكون قوام الخميرة متماسكًا جدًا، حيث تكون كمية الدقيق أكثر من الماء. عند إخراجها من الثلاجة، أضف إليها كمية أكبر من الدقيق والماء حتى يصبح القوام أكثر رخاوة. يُمكنك أيضًا إضافة قليل من العسل أو قطعة من التمر لتحفيز عملية التخمّر. اترك الخليط في مكان دافئ لمدة 24 ساعة ليعود إلى نشاطه الكامل قبل استخدامه.

نصائح إضافية:

  • التأكّد من درجة حرارة الماء: استخدم الماء الدافئ وليس الساخن، لأن الحرارة العالية قد تُضرّ بالبكتيريا النافعة في الخميرة.
  • العناية بالوعاء: تأكّد من أن الوعاء الذي تحتفظ فيه بالخميرة نظيف ومعقّم، لأن البكتيريا غير المرغوب فيها قد تؤثّر على جودة الخميرة.
نفسُــــک
نفسُــــک
تعليقات